انسداد الأنف و الشخير : د. مجدي عبد الكريم

مقدمة
يشكو العديد من الأشخاص من انسداد الأنف، والذي قد يكون مؤقتًا أو دائمًا، وذلك حسب السبب. يختلف الانسداد بين الكبار والصغار، وكذلك تختلف طرق العلاج. عندما يكون الأنف مسدودًا، يضطر المريض إلى التنفس عبر الفم، مما يؤدي إلى دخول هواء جاف وغير مرطب للحلق والرئة، مسببًا العديد من المضاعفات الصحية.
أسباب انسداد الأنف
الالتهابات الفيروسية
الإنفلونزا والفيروسات الأخرى تسبب احتقان الأنف خلال نزلات البرد، خاصة في فصل الشتاء.
تشمل الأعراض الحمى، الإرهاق، وآلام المفاصل.
العلاج يعتمد على تخفيف الاحتقان والأعراض العامة دون الحاجة إلى المضادات الحيوية، حيث يختفي الالتهاب خلال 3-7 أيام.
حساسية الأنف
تحتوي الأنف على قرنيات أنفية وظيفتها ترطيب الهواء الداخل للرئة.
عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المزمنة (خصوصًا مرضى الربو)، تتضخم هذه القرنيات وتسبب انسدادًا مزمنًا في الأنف، مما قد يؤدي إلى صداع مستمر.
العلاج يكون تحفظيًا لعدة أشهر، وإذا لم ينجح، يتم استئصال جزئي للقرنيات تحت التخدير العام أو الموضعي لمنع عودتها.
انحراف الحاجز الأنفي
الحاجز الأنفي هو الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف.
عند انحرافه لإحدى الجهتين، يحدث انسداد جزئي أو كلي لمجرى التنفس.
المضاعفات المحتملة:
صداع مزمن
انسداد دائم في الأنف
الشخير ومشاكل النوم
التهاب الجيوب الأنفية المزمن
التهابات متكررة في الأذن الوسطى بسبب انسداد قناة استاكيوس
التهابات الحلق المتكررة
العلاج يتم عن طريق جراحة تعديل الحاجز الأنفي، والتي يمكن إجراؤها تحت التخدير الموضعي أو العام.
يُذكر أن أكثر من 70% من الأشخاص لديهم انحراف في الحاجز الأنفي، لكن الجراحة غير ضرورية إلا إذا تسبب بأعراض أو مضاعفات.
التهاب الجيوب الأنفية
يحدث عندما تنسد فتحات الجيوب الأنفية الطبيعية، مما يؤدي إلى تضخم القرنيات الأنفية وتكوين زوائد لحمية (لحميات أنفية) تغلق مجرى التنفس.
العلاج يبدأ تحفظيًا لعدة أشهر، وإذا لم يتحسن المريض، يتم إزالة اللحميات وتنظيف الجيوب الأنفية عبر المنظار الأنفي تحت التخدير العام.
لحمية الأطفال
اللحمية الأنفية عند الأطفال هي كتلة لحمية تقع خلف الأنف وفوق اللوزتين، وهي من أكثر أسباب انسداد الأنف عند الأطفال بين 3-7 سنوات.
عادةً ما تختفي تلقائيًا بعد عمر 10 سنوات.
الأعراض:
الشخير المزمن
توقف التنفس أثناء النوم
التهابات أنفية متكررة
في الحالات المتقدمة، قد تسبب الاختناق الليلي وهبوطًا في القلب.
العلاج:
في الحالات البسيطة: يتم العلاج تحفظيًا.
في الحالات المتوسطة أو الشديدة: ينصح بإزالتها جراحيًا.
ضمور القرنيات والأغشية الأنفية
يحدث غالبًا بسبب عمليات جراحية سابقة غير ناجحة، حيث يقوم الجراح بإزالة جزء كبير من القرنيات الأنفية.
يؤدي ذلك إلى اتساع تجويف الأنف بشكل غير طبيعي، مما يفقد الأنف وظيفته في ترطيب الهواء ويؤدي إلى تجمع الإفرازات الجافة وانسداد مزمن.
للأسف، هذه الحالة نسبة الشفاء فيها منخفضة، والعمليات التصحيحية غالبًا لا تحقق نتائج مرضية.
أورام الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم الأنفي
نادرة الحدوث، لكنها تسبب أعراضًا مختلفة حسب موقع الورم وحجمه.
غالبًا ما تكون بطيئة النمو وغير مؤلمة، لكنها قد تترافق مع نزيف أنفي (رعاف).
أكثر شيوعًا بين كبار السن.
التشخيص والعلاج:
يتم أخذ عينة من الورم لتحديد نوعه (حميد أو خبيث).
يتم العلاج جراحيًا أو بالأشعة العلاجية، حسب نوع الورم.
أورام البلعوم الأنفي هي الأكثر شيوعًا في الوطن العربي، وتتمتع بنسبة شفاء عالية إذا تم اكتشافها مبكرًا.
مضاعفات انسداد الأنف
إذا تُرك انسداد الأنف بدون علاج، فقد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، ومنها:
الشخير المزمن: نتيجة التنفس عبر الفم أثناء النوم.
التهابات الحلق والحنجرة والصدر: بسبب نزول الإفرازات الأنفية إلى الحلق واستنشاق هواء جاف مباشرة للرئة.
التهابات الأذن الوسطى ونقص السمع: نتيجة انسداد قناة استاكيوس التي تصل بين الأنف والأذن الوسطى.
الصداع وآلام الوجه: خاصةً فوق العينين والجبهة.
فقدان حاسة الشم: يحدث غالبًا في حالات اللحميات الأنفية.
الإرهاق والتعب المستمر: بسبب نقص الأكسجين الناتج عن ضعف التنفس الأنفي.
المضاعفات عند الأطفال:
الاختناق الليلي في الحالات الشديدة.
تشوهات الفك والأسنان بسبب فتح الفم المستمر للتنفس.
تغيرات الصوت والبحة المزمنة: بسبب جفاف الحلق والإفرازات الأنفية المتراكمة.
الخلاصة
انسداد الأنف مشكلة شائعة وقد تكون مؤقتة أو مزمنة، حسب السبب.
تختلف أسباب الانسداد بين الفيروسات، الحساسية، انحراف الحاجز الأنفي، التهابات الجيوب الأنفية، اللحمية عند الأطفال، ضمور القرنيات، أو الأورام.
يجب تشخيص السبب بدقة لضمان العلاج الصحيح، سواء كان تحفظيًا أو جراحيًا.
ترك الانسداد دون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على جودة الحياة، مثل الشخير، التهابات الحلق والأذن، الصداع، والتعب المزمن.
عند وجود أعراض مزمنة أو متكررة، يُنصح بزيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد أفضل طرق العلاج.
لا تتردد في استشارة طبيبك إذا كنت تعاني من انسداد الأنف المستمر!